{..الفراق بالموت
أقسى لحظات الألم..
أوقدت شموع الصمت
وتطايرت أحرف اللغة
وأحتل المكان حزناً عميقاً
وسادت أجواءِ الكآبه
أُلبست ثيابٌ كسوادِ الليل
وتوالت صورٌ من الأحلامِ المتناثرة
على شفاة الجروح
بات الصمت أبلغ تعبير
/
/
ذلك الصمت
يختبئ خلف جدرانه ألف حقيقة
صاغ الأنين كلماتها
وسكبت من أجلها عبارات أمٌ ثكلى
وأبٌ حنون
وأخوةٌ غُرست في قلوبهم
أشواك الفقدان
ولوعة الأسى
كل تلك الوجوه التي شاهدتها
تنطق من خلف أفواهها
بسؤال واحد فقط
أرحلت (.......) الى الأبد؟؟!!
نعم رحلت
ذهبت تلك الطفلة
التي كانت
تحلم بالمستقبل
وترسم خطوط الأمل
على جدران الحياة
/
/
هناك ..
حيث مصرع الألم
ومشهد الدماء المتطايرة
على سيارة الحادثة
صارعت الحياة
وتجرعت كأس الموت
حتى غلبها فشربته
وسلمت الروح لباريها
تحت جنح الظلام
وإثر ذلك الحادث المروع
/
/
فتاة رغم صغر سنها
صنعت من السعادة تاجاً
وضعته فوق رأس والديها
وزينت مجالس صديقاتها
بلألئ المحبة
وعقود الإخاء
ومن بعدها
كشف الستار وجاء الخبروالذي اوحى بوقوع الفاجعة
ووريت الثرى
وانتزعت روضة الطهر
من قلوب الأحبة
وأُضمرت التراب
الذي فاح مسكاً
بطيب خصالها
وفي يوم العزاء رأيت المنظر التالي
والذي اقشعر له بدني
وتهاوت دموعي حرّى على وجناتي
عندما اقتربتُ من تلك الأم الجاثمة
على ركبتي ابنتها الكبرى
والأب الذي يجاورهما ولم يكن
أفضل منهما بحال
حاولت التحدث اليهم فلم أستطيع
من هول منظرهما المؤلم
/
/
أمٌ مكلومة أضحت شبه انسانه
أحترق قلبها ألماً
وتفجّرت براكينُ الحرمان
من بين مآقيها
تعانق منديلها الأبيض بين يديها
لتمسح به دموعاً ملت عيونها
وسكبت على خدها جراح الأيام
بجوفها نيرانٌ لاتخبى
وأمل مقتول
ومستقبل ملئ بالخوف
ضاع صبرها بلحظات من الحزن واليأس
/
/
تبحث بين أورقة المنزل عن طيف لاأبنتها
تفتح باب غرفتها
فلا تجد سوى
ذلك السرير
وتلك الكتب المدرسية المتناثرة
وزجاجة عطر قد احتفظت بقطرات منها
واقلام هنا وهناك
وهدايا صديقاتها
وصورها التي تعج بالمكان
تهرول مسرعة لتحتضن
ماتبعثر من اشيائها الواحد تلو الاخر
لعلها تشتم رائحة مسك
منبعثة من تلك البقايا المترامية
وربما كانت تحلم بومضة
أمل لرؤية ابنتها
ولكن
..
دون جدوى
/
/
في المقابل
/
/
أبٌ تناثر صوابه من شدة معاناته
وفقد أعزُ مالديه
تلك الفتاة المطيعة
ذات الوجه الذي يشعُ نورا
عزف بمقليته على قيثارةُ الجنون
من هول مشهد موت طفلته المدللــه
وكيف يمسى ذلك اليوم
وقد كان أشبه بشجره كهله
جفت أوراقها
وكالأودية الذي نضبت ينابيعها
/
/
أي نهارٌ سعيد سيقضيه بعدها
وأي نومٍ هنيئ ذلك الذي
ستقضُه الأحلامُ البائسه
أنتهى كل شي
وأُسدلت الستائر
وأفترشت الأرض سراباَ
وتفشى لظى الاأحزان
وتخاطفت صور من الأحلام المحطمة
فمزقت سكون الليل
الذي انتُزع بشروق شمس يوم آخر
يحمل من الأشواق الكثير
ويوقد شمعة الصبر
/
/
عدتُ الى منزلي
دخلت غرفتي وجلست افكر
ضاعت مني الكلمات
وتاهت صياغةُ العبارات
فقدتُ القدرة على التحكم بقلمي
ونَسَج الصمتُ حولي خيوطهُ وتعلق بي
أبحث عن مرافىء الأمان فلا أجدها
اتعثر بخطواتي المتثاقلة
عندها أستشعرتُ وجود خالقي
وأنني مازلتُ بخير
و قادرة على الوقوف
وسحبت نفسي بضعف جسمي المتهالك
وارتميت بجسدي على كرسي مكتبي
فقد أبت نفسي أن يمضى ذلك
الموقف دون كتابه
أمسكت بتلك الورقة
وغمست ريشتي بمحبرتي
وبدأت الكتابة
/
/
نعم رحلت
وبقى ضفاف النهر
يترقب عذب المعاني
وتنمو بذرة الصبر لتغرس
جذورها في أعماق القلب
وبإسم الحب
قد تعصفها الرياح
ولكنها تبقى شامخة
لاتهزها الزوابع
مادام فيها عرقاً ينبض
/
/
نعم قُطفت تلك الزهرة
ولكن ظلت رائحتها تعبق
بالجوار
وتناجي أطياف من كان
يستمتع بلذةِ عطرها
الفتان
صبراً أيها الوالدين
صبرا ياذوي القلوب الحانية
دعوا أنفسكم تجود لها بالدعاء
وضعوا نصب أعينكم
تلك الحقيقة
حقيقة مره ولكن مذاقها
مع الأيام سيحلو
ـ
ستسمر الحياة
وستدور الأزمنة
سـ يعيش الكثيرون
ويموت آخرون
لكن
أجمل مافي الحياة
أن تجُدد بمناجاة الرب
فلنمد حبال الوصال
فلنا أكف ٌ تدعى
ولسان يلهجٌ بذكره
وقلبا محباً له
فما أروع الصبر على
أقداره المؤلمة
/
عندها
يُستبدل الهم
ويولي الحزن
وتحل سعادة
قلب متعبد
ليحطم اليأس
وبعد ذلك كله
ترفرف أجنحةُ السكون
وتتراقص الآمال معانقة للأحلام
فتسطر صفحاتٌ تملأها
رضا وسروراً
وتشرق الوجوه بابتسامة صافية
وتمد يدها لتصافح الآمال
على شواطئ الذكريات
وتُبعث روحاً محلقةً من جديد
...
..أيها الموت أبتعد عني ,, ليس
حبآ في الحيااة
ولكن خوفآ من دموووع أمي ,,}
[b][center]