لا أدري لماذا نُصر على استخدام الدين في مشاحناتنا الشخصية، وعلى التقريع والتخويف والتهديد بالإسلام في الطالعة والنازلة، وفي "اللي يسوى،اللي ما يسوى"، كما تقول العامة!
خصومة الفريدي وحسين عبدالغني تكاد تكون مملوءة بالمزايدات المتبادلة على "الإسلام"، وحسب تصريحاتهما التي نشرتها الصحف فإن الفريدي حاول أن يستفز عبدالغني حينما صرح أن تصرفات عبدالغني لا تصدر عن مسلم، وعبدالغني استجاب للاستفزاز وأكد للجماهير أنه يصلي العشاء وأنه يتمنى من الفريدي أن يصلي معه الفجر!
يا عيني عليكم!
من أكثر الأمور التي تجعل من الدين مطيّة، استخدامه لتصفية الحسابات الشخصية، كان بإمكان الفريدي أن يقول إن عبدالغني تصرف بتصرفات مخالفة لأنظمة الاتحاد السعودي مثلاً، أو للأخلاق الرياضية، حتى يبتعد عن إتاحة المجال للمزايدة بالدين، لأن المشكلة ليست فكرية أو دينية، وإنما مشكلة رياضية، وإن كان لها بعد أخلاقي!
لا شك أننا نعاني من أزمة ثقافية في الوسط الرياضي. وأتحدث بناء على أن الثقافة ليست قراءة الكتب فقط، إذ يمكن حتى للأمي أن يتمتع بسلوك ثقافي إذا استطاع أن يفهم مهنته جيداً، وأن يبرز بها، وتخلى عن الخلط بين مهنته ومجالات غيره.
قال أبو عبدالله غفر الله له: من غياب السلوك الثقافي هذا التشاحن العجيب الممجوج بين اللاعبين أو الإداريين، إلا أن إقحام الدين في الموضوع هو تصعيد جديد، يمكن أن يكون من إنجازات الرياضة السعودية، وبخاصة بعد أن فشل المنتخب في التأهل لكأس العالم!
"نقلا عن صحيفة الوطن السعودية" الكاتب: تركي الدخيل.